اسباب واعراض الحزام الناري

اسباب واعراض الحزام الناري

اسباب واعراض الحزام الناري: يُعدّ الحزام الناري، المعروف أيضًا باسم الهربس النطاقي، عدوًّا قديمًا للبشرية، تاركًا وراءه ندوبًا مؤلمة على أجساد من يلمسه. يرتبط هذا المرض ارتباطًا وثيقًا بفيروس جدري الماء، ذلك الضيف الثقيل الذي يزورنا في طفولتنا.

ففيروس الحماق النطاقي، المسبب لجدري الماء، يظل كامنًا في أجسادنا بعد الشفاء، منتظرًا الفرصة لإعادة الظهور، حاملًا معه آلامًا جديدة تُعرف باسم الحزام الناري.

في هذا المقال انشاء الله تعالى سنتعرف معاً على اسباب واعراض الحزام الناري ونناقش طرق الوقاية والعلاج منه. لكن قبل ذلك دعونا نلقي نظرة على رحلة هذا الفيروس الخبيث.

تبدأ رحلة الحزام الناري عندما يُصاب الشخص بجدري الماء، وهو مرض شائع يصيب الأطفال، مسبّبًا طفحًا جلديًا حاكًا. ينتقل الفيروس عبر الهواء أو التلامس المباشر مع بثور الشخص المصاب. بعد الشفاء من جدري الماء، لا يختفي الفيروس تمامًا، بل يختبئ في عقد العصب الثلاثي التوائم أو العقد الظهرية، منتظرًا الفرصة لإعادة الظهور.

إليكم الأن أبرز المعلومات حول أسباب الحزام الناري أو القوباء المنطقية (Shingles):

اعراض واسباب الحزام الناري

اسباب مرض الحزام الناري

لا يزول فيروس جدري الماء من الجسم بعد الإصابة بجدري الماء، بل يختبئ في العقد العصبية بالقرب من الحبل الشوكي والدماغ، حيث يبقى خامدًا لسنوات طويلة.

مع مرور الوقت، قد يعاد تنشيط الفيروس لأسبابٍ متعددة، ممّا يُؤدّي إلى ظهور أعراض الحزام الناري.

أبرز العوامل المُحفّزة لإعادة تنشيط الفيروس:

ضعف الجهاز المناعي: يُعدّ ضعف الجهاز المناعي من أهمّ العوامل التي تُساهم في إعادة تنشيط فيروس جدري الماء.

مع التقدّم في العمر، يبدأ الجهاز المناعي بفقدان قوته تدريجيًا، ممّا يجعله أقلّ قدرة على السيطرة على الفيروسات الكامنة في الجسم، بما في ذلك فيروس جدري الماء.

كذلك، تُسبّب بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى، ضعفًا في الجهاز المناعي، ممّا يُزيد من خطر إعادة تنشيط الفيروس.

الأمراض المُضعفة للمناعة: تُعدّ بعض الأمراض، مثل الإيدز والسرطان، من الأمراض التي تُضعف الجهاز المناعي بشكلٍ كبير، ممّا يجعلها من أهمّ عوامل الخطر للإصابة بالحزام الناري.

العلاج بالكورتيكوستيرويدات أو العلاج الكيميائي: تُثبّط بعض العلاجات الطبية، مثل الكورتيكوستيرويدات التي تُستخدم لعلاج أمراض المناعة الذاتية، أو العلاج الكيميائي المُستخدم لعلاج السرطان، وظائف الجهاز المناعي، ممّا يُتيح للفيروس فرصة إعادة التنشيط.

الضغوط النفسية والجسدية: تُشير بعض الدراسات إلى أنّ الإجهاد والتوتر الشديد قد يُساهمان في إعادة تنشيط فيروس جدري الماء.

يُعتقد أنّ الضغوط النفسية والجسدية تُؤثّر سلبًا على وظائف الجهاز المناعي، ممّا يجعله أقلّ قدرة على السيطرة على الفيروسات الكامنة في الجسم.

بعض الأدوية: قد تُؤدّي بعض الأدوية، مثل مضادات الحموضة القوية، إلى زيادة خطر الإصابة بالحزام الناري.

الفئات المعرّضين للإصابة:

يُمكن أن يُصيب الحزام الناري أي شخص سبق له الإصابة بجدري الماء، لكنّه أكثر شيوعًا بين الفئات التالية:

  • كبار السن: تزداد فرص الإصابة بالحزام الناري بشكلٍ كبير مع التقدّم في العمر، خاصّةً بعد سنّ الخمسين.
  • الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة: كما ذكرنا سابقًا، يُعدّ ضعف الجهاز المناعي من أهمّ عوامل الخطر للإصابة بالحزام الناري.
  • مرضى السكري: يُعدّ مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالحزام الناري مقارنةً بالأشخاص غير المُصابين بالسكري.
  • مرضى السرطان: يُعدّ مرضى السرطان، خاصّةً أولئك الذين يتلقّون العلاج الكيميائي، أكثر عرضة للإصابة بالحزام الناري.
  • متلقّو زراعة الأعضاء: تُضعف أدوية تثبيط المناعة التي يتناولها متلقّو زراعة الأعضاء وظائف الجهاز المناعي، ممّا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالحزام الناري.

الحزام الناري واعراضه

تبدأ رحلة الحزام الناري عادةً بألمٍ حارقٍ وخَزّانٍ في جانبٍ واحدٍ من الجسم، غالبًا ما يوصف بأنه “مثل وخزّ الإبر” أو “شعور كهربائي”. قد يرافق هذا الألم شعورٌ بالحساسية المفرطة للمس، أو حتى مجرد ارتداء الملابس.

يلي ذلك ظهور طفح جلدي على شكل بقع حمراء تتوزع على طول مسار عصبٍ واحد، غالبًا ما يكون على الجذع أو الوجه. تتطور هذه البقع لتتحول إلى بثورٍ مملوءة بالسائل، تُسبب حكةً شديدةً قد تُؤدي إلى خدشها ونزيفها.

تستمر مرحلة ظهور البثور عادةً من 3 إلى 5 أيام، ثم تبدأ البثور بالجفاف وتتحول إلى قشورٍ بنية اللون. خلال هذه الفترة، قد يُعاني المريض من ألمٍ حارقٍ شديدٍ، خاصةً في الليل.

لا يقتصر الحزام الناري على منطقةٍ واحدةٍ من الجسم، بل قد يزور أماكن أخرى، تاركًا بصماته المؤلمة. فمن الممكن أن تظهر اعراض الحزام الناري في الظهر، وفي الوجه، و في العين أو الأذن، أو تظهر حتى على فروة الرأس، تاركتاً حكةً وألمًا قد يُؤدّيان إلى تساقط الشعر.

اقرأ أيضاً:

مضاعفات الحزام الناري

استكمالًا للحديث حول اسباب واعراض الحزام الناري نود أن نوضح أنه قد تحدث مضاعفات محتملة جراء الإصابة بهذا الفيروس الخبيث، خاصّةً لدى الأشخاص الذين يُعانون من ضعف الجهاز المناعي. وتشمل المضاعفات ما يلي:

الألم العصبي التالي للهربس

يُعد الألم العصبي التالي للهربس (PHN) أشهر مضاعفات الحزام الناري، حيث يُصيب ما بين 10 إلى 18% من المرضى. يتميز هذا النوع من الألم بِاستمراره في المنطقة التي ظهر فيها الطفح الجلدي، حتى بعد زواله بأشهر وربما سنوات.

يُصنف PHN على أنه ألم عصبي، مما يعني أنه ناتج عن تلف في الأعصاب. يوصف المرضى عادةً بِشعور حارق، وخز، أو وخز في المنطقة المصابة.

يُصبح PHN أكثر شيوعًا مع تقدم العمر، حيث يُصيب كبار السن بشكل أكبر. نادرًا ما يُصيب هذا النوع من الألم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.

يمكنك معرفة المزيد حول الألم العصبي التالي للهربس – الأعراض والأسباب

الالتهابات العنقودية

على الرغم من أن الحزام الناري ينتج عن عدوى فيروسية، إلا أنه قد يُؤدي إلى عدوى بكتيرية ثانوية تُعرف باسم الالتهابات العنقودية.

تُشكل البثور المُسببة للحكة بيئة مثالية لنمو البكتيريا، خاصةً إذا تم خدشها. تنتهز البكتيريا الطبيعية الموجودة على الجلد الفرصة وتُسبب العدوى في البثور المُمزقة.

تُسبب الالتهابات العنقودية عادةً حالات جلدية أكثر خطورة، مثل التهاب النسيج الخلوي، أو في الحالات النادرة، التهاب اللفافة الناخر، وهي حالة تُسبب تآكل الجلد.

فقدان البصر

يُعد فقدان البصر من أخطر مضاعفات الحزام الناري، حيث يُصيب ما يصل إلى 20% من حالات القوباء المنطقية في الرأس.

يُؤثر الحزام الناري على أجزاء معينة من العين، مثل الجفن، وسطح العين، والجزء الخلفي من العين، وقد يُصيب قرنية العين، وهي الجزء الأمامي الشفاف من العين، مسببًا ما يُعرف بالتهاب القرنية.

يُسبب التهاب القرنية احمرارًا، وألمًا، وتصريفًا، وحساسية للضوء، وقد يُؤدي إلى تنميل القرنية، وتندب، وتقرحات على سطح العين، مما يُؤثر على قدرة المريض على الرؤية بوضوح.

يُحفز فيروس الهربس النطاقي أيضًا نظام تصريف العين ويُسبب الالتهاب، مما يُعطل الضغط في العين، وقد يُسبب حالة أخرى تُعرف باسم الجلوكوما، وهي حالة تُسبب تلفًا في العصب البصري وقد تُؤدي إلى العمى.

متلازمة رامسي هانت

تُعد متلازمة رامسي هانت من مضاعفات الحزام الناري التي تُصيب العصب الوجهي، وهو العصب المسؤول عن تحريك عضلات الوجه.

تُسبب هذه المتلازمة شللًا في جانب واحد من الوجه، مما يُؤدي إلى تدلي الجفن، وصعوبة إغلاق العين، وصعوبة في الشرب والأكل، وتشويه في الكلام.

يُصاحب شلل الوجه في متلازمة رامسي هانت ألمًا في الأذن، وفقدانًا للسمع، وطنينًا في الأذن، وقد يُعاني المريض أيضًا من الدوخة.

علاج الحزام الناري

على الرغم من عدم وجود علاج نهائي للحزام الناري، إلّا أنّ العلاج المبكر يُساعد على تقصير مدة المرض وتخفيف شدة الأعراض، ممّا يُسرّع عملية الشفاء ويُقلّل من خطر الإصابة بالمضاعفات. إليك فيما يلي أبرز طرق علاج الحزام الناري:

الأدوية المضادة للفيروسات

يُعدّ التدخل الفوري بالأدوية المضادة للفيروسات حجر الأساس في علاج الحزام الناري.

وتشمل هذه الأدوية:

  • الأسيكلوفير (Aciclovir): يُعدّ الأسيكلوفير من أشهر الأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة لعلاج الحزام الناري.
    يُؤخذ الأسيكلوفير بشكلٍ فموي على شكل أقراص أو شراب، ويجب البدء بتناوله خلال 72 ساعة من ظهور أول أعراض الحزام الناري للحصول على أفضل النتائج.
  • فالاسيكلوفير (Valacyclovir): يُعدّ فالاسيكلوفير بديلًا فعالًا للأسيكلوفير، ويُؤخذ بشكلٍ فموي أيضًا.
  • فامسيكلوفير (Famciclovir): يُعدّ فامسيكلوفير خيارًا آخر لعلاج الحزام الناري، ويُؤخذ بشكلٍ فموي على شكل أقراص.

تخفيف الألم

يُمكن أن يُسبّب الحزام الناري ألمًا شديدًا، ممّا يُؤثّر سلبًا على جودة حياة المريض. لذلك، يلعب تخفيف الألم دورًا هامًا في علاج الحزام الناري.

وتشمل مسكنات الألم التي تُستخدم في هذه الحالة:

  • مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية: مثل الباراسيتامول (الأسيتامينوفين) والإيبوبروفين، التي تُساعد على تخفيف الألم متوسط الشدة.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب: قد يُصف الطبيب بعض مضادات الاكتئاب، مثل أميتريبتيلين، لتخفيف الألم العصبي الذي قد يستمرّ بعد اختفاء الطفح الجلدي.
  • الأدوية المضادة للتشنجات العصبية: مثل الجابابنتين، التي تُساعد على التحكم في الألم العصبي.
  • أدوية التخدير الموضعي: مثل الليدوكايين، التي تُستخدم لتخفيف الألم في منطقة الطفح الجلدي.

علاجات منزلية إضافية

إلى جانب الأدوية المذكورة أعلاه، قد تُساعد بعض العلاجات المنزلية على تخفيف أعراض الحزام الناري، مثل:

  • الكمادات الباردة: تُساعد الكمادات الباردة على تقليل الألم والالتهاب في منطقة الطفح الجلدي.
  • حمامات الشوفان: يُمكن إضافة دقيق الشوفان إلى الماء الدافئ لعمل حمامات تُساعد على تهدئة الجلد المُتهيج.
  • الملابس الفضفاضة: ارتداء الملابس الفضفاضة المصنوعة من القطن يُساعد على منع الاحتكاك بالطفح الجلدي وتخفيف الشعور بالحكة.

اقرأ أيضاً: هل الحزام الناري معدي بالجماع؟ اسباب واعراض الحزام الناري

الوقاية من الحزام الناري

يُمكن الوقاية من الحزام الناري من خلال تلقي لقاح الحزام الناري، وهو لقاح آمن وفعّال يُوصى به للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، خاصّةً أولئك الذين يُعانون من ضعف الجهاز المناعي.

يُساعد لقاح الحزام الناري على تقليل خطر الإصابة بالحزام الناري بشكلٍ كبير، كما يُقلّل من شدّة الأعراض في حال الإصابة.

ملحوظة هامة: المواد المنشورة في هذا المقال هي بمثابة معلومات فقط من مواقع طبية مختلفة ولا يجوز اعتبارها استشارة طبية أو توصية علاجية. يجب استشارة الطبيب في حال لم تختفي الأعراض.

+مصادر ومراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *