ماهو مرض الحزام الناري؟

ماهو مرض الحزام الناري؟

ما هو مرض الحزام الناري؟

الحزام الناري، أو الزونا، أو الهربس النطاقي كما يطلق عليه البعض، ذلك المرض الجلدي المؤلم الذي يصيب العديد من الأشخاص حول العالم، والذي يظهر فجأة كطفح جلدي أحمر اللون، يحمل معه الكثير من القلق والتساؤلات.

ولعل الغرابة تكمن في ارتباطه بمرضٍ آخر يبدو بعيداً عنه تماماً، ألا وهو جدري الماء. إذن ماهو الحزام الناري واعراضه؟ وكيف يتحول فيروس الجدري المختبئ في الجسم إلى هذا الطفح الجلدي المزعج؟ وكيف نفرق بين أنواعه وأشكاله؟ وهل فعلاً يمكن علاجه و الوقاية منه؟ دعونا نغوص في أعماق هذا المرض، ونستكشف خباياه وأسراره.

ما هو مرض الحزام الناري؟

الحزام الناري هو عدوى فيروسية تسبب طفحاً جلدياً مؤلماً، غالباً ما يظهر كشريط أو حزام نار من البثور الحمراء يلتف حول أحد جانبي الخصر، ويُسبب هذا المرض فيروس الحماق النطاقي، وهو الفيروس نفسه الذي يسبب جدري الماء. فبعد الإصابة بجدري الماء والشفاء منه في الصغر، يبقى الفيروس غير نشط في الجسم لسنوات طويلة، وقد ينشط مرة أخرى في أي وقت مسبباً فيروس الحزام الناري.

انواع الحزام الناري؟

يصيب الحزام الناري غالبًا جانبًا واحدًا من الجسم، عادةً الجذع أو الوجه أو الرقبة، مكونًا حزامًا من الطفح الجلدي المؤلم. لكن رحلة الحزام الناري لا تنتهي عند هذا الحد، بل قد تتخذ أنواعاً أخرى مختلفة، بعضها نادرٌ وبعضها أكثر شيوعًا. فيما يلي انواع الهربس:

الحزام الناري مع ألم واضح، ولكن بدون طفح جلدي: يُطلق عليه “الألم العصبي بعد الهربس النطاقي”. يُسبب هذا النوع ألمًا حادًا وحرقًا في نفس منطقة الحزام الناري، لكن دون ظهور الطفح الجلدي المميز.

الحزام الناري الداخلي: يُصيب هذا النوع الأعضاء الداخلية، مثل الرئتين أو الجهاز الهضمي، مُسببًا ألمًا شديدًا وصعوبة في التنفس أو الهضم.

الحزام الناري في العين (القوباء البصرية): يُؤثر هذا النوع على العصب في العين، مُسببًا طفحًا جلديًا حول العين وألمًا شديدًا في العين وحساسية للضوء.

الهربس النطاقي الأذني: يُؤثر هذا النوع على عصب الوجه، مُسببًا طفحًا جلديًا حول الأذن وألمًا في الأذن وفقدانًا للسمع.

ننصحك بقراءة موضوع شامل حول انواع الحزام الناري

شكل الحزام الناري بالصور

لا شك أن فهم شكل مرض الحزام الناري يساعد على الكشف المبكر عنه، مما يسمح بالتدخل الطبي الفوري وتقليل خطر حدوث المضاعفات. لأن ما يزيد من تعقيد هذا المرض الخبيث هو تنوع أشكاله وشدته.

ففي بعض الحالات قد يظهر طفح جلدي في منطقة صغيرة من الجسم، بينما يمتد في حالات أخرى ليشمل مساحات واسعة من الجسم. إذن ماهو شكل الحزام الناري؟ لنتعرف معاً على شكل زنار النار بالصور في مناطق مختلفة من الجسم:

ننصحك بقراءة ما يلي:

من يمكن أن يصاب بالحزام الناري؟

يصيب مرض الحزام الناري أي شخص سبق أن تعرض لجدري الماء، إلا أنه يميل بشكل خاص إلى مهاجمة فئات معينة، تاركاً البعض أكثر عرضةً لمخاطره من غيرهم.

الأطفال: ضحايا صغار لعدو قديم

يُمكن للأطفال، حتى الرضع الذين يتعرضون لفيروس جدري الماء قبل الولادة أو عندما يكون عمرهم أقل من 18 شهرًا، أن يُصابوا بالحزام الناري.

ولكن، لحسن الحظ، تُعد حالات الإصابة بين الأطفال نادرة نسبيًا، وغالباً ما تكون أقل شدةً من تلك التي تصيب البالغين.

كبار السن: هدف سهل لعدو قوي

مع تقدم العمر، تضعف المناعة الطبيعية للجسم، مما يجعله أكثر عرضةً للإصابة بالحزام الناري. فكلما زاد عمر الشخص، زاد احتمال إصابته بهذا المرض. وبشكل خاص، تبدأ مخاطر الإصابة بالحزام الناري بالارتفاع بشكل ملحوظ بعد سن الخمسين.

أصحاب المناعة الضعيفة: صراعٌ غير متكافئ

يُعد الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أكثر عرضةً للإصابة بالحزام الناري، وتشمل هذه الفئة:

  • مرضى السرطان.
  • مرضى اللوكيميا.
  • مرضى الليمفوما.
  • مرضى نقص المناعة البشرية (الإيدز).
  • متناولو الأدوية المُضعفة للمناعة، مثل المنشطات وأدوية زراعة الأعضاء.

بينما تُعد الفئات المذكورة أعلاه أكثر عرضةً للإصابة بالحزام الناري، إلا أن هذا المرض لا يميز بين الناس. فأي شخص سبق أن تعرض لجدري الماء قد يُصاب بالحزام الناري في أي وقت من حياته.

لذلك، من المهم أن نكون على دراية ب مرض الحزام الناري واعراضه وطرق الوقاية منه، وخاصةً إذا كنا ننتمي إلى إحدى الفئات الأكثر عرضةً للإصابة.

طالع أيضاً:

هل الحزام الناري درجات؟

تُعدّ عدوى الحزام الناري من الأمراض الجلدية المزعجة التي تسبب آلاماً وأعراضاً مُختلفة. وتختلف شدة هذه الأعراض ومدى انتشار الطفح الجلدي، مما يُصنّف الحزام الناري إلى درجات متعددة.

الدرجة الأولى: خيط من النار

تُعدّ الدرجة الأولى من الحزام الناري الأقل شدة، حيث تقتصر على ظهور طفح جلدي بسيط في منطقة محددة من الجسم، غالباً ما تكون على طول الجذع. وتتميز هذه الدرجة بوجود حبوب حمراء أو بثور صغيرة مُملوءة بالسائل، تُسبب شعوراً بالحرقان أو الوخز.

الدرجة الثانية: ألمٌ لا يُطاق

الدرجة الثانية هي الأكثر شيوعاً في عدوى الزونا، حيث تنتشر الأعراض بشكلٍ أوسع على الجسم، وتشمل حكّة شديدة وآلاماً حارقة لا تُطاق. ويُصاحب الطفح الجلدي في هذه الدرجة ظهور تقرحات صغيرة على سطحه، مما يُزيد من الشعور بعدم الراحة.

الدرجة الثالثة: تقرحاتٌ عميقة

بالنسبة لدرجة الثالثة من الحزام الناري فهي نادرة الحدوث، وتتميز بظهور تقرحات عميقة على سطح الطفح الجلدي، تُسبب آلاماً شديدة وصعوبة في الحركة. كما قد تُؤدّي هذه التقرحات إلى ندبات دائمة على الجلد بعد التئامها.

الدرجة الرابعة: خطرٌ على الأعصاب

هذه الدرجة هي الأخطر، وهي نادرة للغاية. حيث قد تُؤدّي إلى التهاب في الأعصاب أو الدماغ، مما قد يُسبب مضاعفات خطيرة مثل ضعف العضلات، وفقدان السمع، أو حتى الوفاة في بعض الحالات النادرة لا قدر الله.

ننصحك بقراءة دليل شامل حول هل الحزام الناري درجات؟

هل الحزام الناري معدي؟

يُثير ظهور طفح الحزام الناري على أجسادنا العديد من التساؤلات حول إمكانية عدوى هذا المرض، مما يُسبب القلق والتوتر.

ولكن، يُسعدنا أن نُطمئنكم بأنّ الحزام الناري، أو ما يُعرف أيضاً باسم الهربس النطاقي، لا يُعدّ مرضاً معدياً بالمعنى التقليدي.

فلا يُمكنك التقاط الحزام الناري بشكل مباشر من شخص آخر مُصاب به، وذلك لأنّ الفيروس المسبب للحزام الناري، وهو فيروس النطاقي الحماقي أو فيروس جدري الماء النطاقي (بالإنجليزية: Varicella zoster virus)، لا ينتقل عبر الهواء أو التلامس العادي.

ولكن، يُمكن أن ينتقل فيروس جدري الماء، وهو الفيروس الذي يُسبب الحزام الناري، من شخص مُصاب بالحزام الناري إلى شخص لم يُصاب بجدري الماء من قبل، وذلك في حال حدوث تلامس مباشر مع سائل بثور الحزام الناري.

بتالي، يُعدّ خطر انتقال الفيروس منخفضاً للغاية، خاصةً في حال تمّ تغطية بثور الحزام الناري بشكلٍ جيد.

ففي حال كنت على تواصل مع شخص مُصاب بالحزام الناري، فلا داعي للقلق، خاصةً إن كنت قد أُصبت بجدري الماء من قبل أو تلقيت لقاح جدري الماء.

اقرأ أيضاً: هل الحزام الناري معدي حقًا؟ إليك كل ما تحتاج إلى معرفته

ما هي أعراض الحزام الناري؟

تُشكل الأعراض المبكرة للحزام الناري نذير الخطر الأول، حيث تبدأ رحلة المرض بشعورٍ غريبٍ على سطح الجلد، يوصف أحياناً بالحساسية أو الوخز أو الحكة أو حتى الألم.

وبعد بضعة أيام، يظهر الطفح الجلدي المُميّز للحزام الناري، المُكوّن من بقع حمراء صغيرة تتطور إلى بثور مليئة بالسوائل.

يتمركز طفح الحزام الناري عادةً في منطقة محددة على جانب واحد من الجسم أو الوجه، مُتبعاً مساراً شبيهًا بشريط أو حزام نار، مما يفسر تسمية هذا المرض.

اقرأ أيضاً: اعراض الحزام الناري في الظهر

ما هي اسباب مرض الحزام الناري؟

ناقشنا سابقاً أنه بعد الإصابة بالجدري المائي في مرحلة الطفولة، يظل جزء من الفيروس كامناً في الجسم، غير نشط، في أماكن معينة من الجهاز العصبي. مع مرور الوقت، وخاصةً مع تقدم العمر أو ضعف المناعة، قد يُصبح هذا الفيروس الكامن نشطاً مرة أخرى، مُسبباً الحزام الناري.

ولكن لم نتحدث عن من الذي يُحفز الفيروس على الخروج من سباته؟ في هذا القسم سنناقش معاً أسباب مرض الحزام الناري، والتي تشمل ما يلي:

  • التقدم في العمر: تزداد فرص الإصابة بالحزام الناري بشكل كبير مع تقدم العمر، خاصةً بعد سن الخمسين.
  • ضعف المناعة: يُعد ضعف جهاز المناعة أحد أهم العوامل المُحفزة لتنشيط فيروس الحزام الناري.
  • الأمراض المزمنة: بعض الأمراض المزمنة، مثل السرطان وأمراض المناعة الذاتية، تُضعف جهاز المناعة وتُزيد من خطر الإصابة بالحزام الناري.
  • العلاجات المُثبطة للمناعة: بعض العلاجات، مثل العلاج الكيميائي، تُضعف جهاز المناعة وتُزيد من خطر الإصابة بالحزام الناري.
  • التوتر والضغط النفسي: يُعتقد أن التوتر والضغط النفسي يُمكن أن يُضعف جهاز المناعة ويُزيد من خطر الإصابة بالحزام الناري.

ولكن، من المهم التأكيد على أن الإصابة بالجدري المائي هي الشرط الأساسي للإصابة بالحزام الناري. فلا يُمكن الإصابة بالحزام الناري دون الإصابة بالجدري المائي في السابق.

متى يجب عليّ زيارة الطبيب؟

في حال كنت تشك بإصابتك بالحزام الناري، خاصةً إذا كنت من الفئات الأكثر عرضةً لمضاعفاته، فمن الضروري زيارة الطبيب في أسرع وقت.

يشمل ذلك الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، كمرضى السرطان أو متلقي زراعة الأعضاء، بالإضافة إلى كبار السن.

ففي هذه الحالات، قد يكون الحزام الناري أكثر حدة ويستمر لفترة أطول، كما يزيد خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة مثل التهاب الدماغ أو التهاب السحايا.

كيف يتم تشخيص مرض الحزام الناري؟

إن فهم آلية تشخيص هذا المرض يعتبر خطوةً أساسيةً في رحلة العلاج والتخلّص من آلامه المزعجة.

في هذه الحالة يُعدّ التاريخ الطبي للمريض حجر الزاوية في تشخيص الحزام الناري. فوصف المريض لأعراضه، مثل الشعور بألم حارق أو وخزّ على جانب واحد من الجسم، يُشكّل مؤشراً قوياً على الإصابة بهذا المرض.

ولكن، لا تقتصر علامات الحزام الناري على الألم فقط، بل تظهر أيضاً طفح به بثور مليئة بالسوائل تتراصّ على شكل حزام النار حول منطقة الألم. مع مرور الوقت تتحول تلك البثور إلى قشور إلى أن تنتهي نهائياً.

في بعض الحالات، قد يُطلب من المريض إجراء بعض الفحوصات الطبية لتأكيد تشخيص الحزام الناري أو استبعاد أي أمراض أخرى ذات أعراض مشابهة، مثل فحص جسدي، واختبارات الدم، وغيرها.

هل يوجد علاج مرض الحزام الناري؟

بعدما تعرفنا على أن الحزام الناري هو عبارة عن عدوى فيروسية تصيب الأعصاب وتتجلى بطفح جلدي مؤلم. فإنه ليس من العجب أن يُصبح السؤال حول إمكانية علاج هذا المرض هاجساً يراود الكثيرين.

لحسن الحظ، تُشير الإجابة إلى وجود بصيص أملٍ في مكافحة هذا المرض. ففي الوقت الحالي، تتوفر العديد من الأدوية المضادة للفيروسات التي تُساعد على تخفيف حدة المرض وتقليل مدته، مثل أسيكلوفير(Acyclovir)، فالسيكلوفير(Valacyclovir)، و فامسيكلوفير(Famciclovir).

اقرأ أيضاً: كيفية علاج الحزام الناري في الظهر

مصادر ومراجع:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *